الحروق وإسعافاتها الأولية
تحدث الحروق إما بالتعرض للهب أو لمواد محترقة ذات حرارة عالية كالمعادن المشتعلة والمكواة والأفران ، او للبخار الساخن . كما تحدث بعض المواد الكيماوية حروقا ، إضافة للحروق الناجمة عن الصعقات الكهربائية سواءًا كانت تلك الناجمة عن مس الكهرباء الإعتيادية أو الصواعق.
تقييم الحروق يمكننا تقييم أضرار الحرق من خلال العوامل التالية:
1- عمق الحرق
2- طبيعة الجزء المحترق من الجسم
3- مساحة وحيز الجزء المحترق مقارنة بمساحة سطح الجسم الخارجية.
1- عمق الجرح الناجم عن الحرق: على أساسه يمكن تقسيم الحروق إلى درجات ثلاث:
أ- حروق من الدرجة الأولى: حيث ينحصر الضرر في بشرة الجلد فقط ، ولا يمتد للأدمة . وهذه درجة بسيطة تظهر على هيئة احمرار في مكان الحرق.
ب- حروق من الدرجة الثانية : تشمل أجزاءًا كبيرة من الأدمة ، ومن ثم يمكن تقسيمها كذلك حسب
الجزء المحترق من الأدمة إلى:
1- سطحية (درجة ثانية-أ)
2- عميقة (درجة ثانية-ب)
الأعراض: ظهور فقاعات ، انتفاخ (ورم) ، ويكون سطحها رطب الملمس نظرا لفقدان كميات كبيرة من سوائل الجسم ، وتخثر بلازما الد ، كما تتميز هذه الحروق بالألم الشديد ، وشدة حساسية المصاب للمس الخفيف ، حتى أن ملامسة النسيم تحدث له ألما.
ت- حروق من الدرجة الثالثة : هذه الحروق تشمل الأدمة كلها وما تحت الأدمة من أنسجة ، وغالبا ما تبدو إما متفحمة أو ذات مظهر شمعي ، وقد تبدوا اما بيضاء أو رمادية اللون وذات ملمس جاف في الغالب .
لا تكون حروق الدرجة الثالثة مصحوبة بالألم نظرا لاحتراق النهايات العصبية بالكامل ومن ثم لا يوجد ما ينقل الألم.
2- مساحة الحرق مقارنة بمساحة سطح الجسم الخارجية ( نظريات التسعات)
ويتم تقديرها حسب الرسم المرفق ..كما يلي:
#- الطرف العلوي : 9% لكل طرف
#- الطرف السفلي : 18% لكل طرف
#- البطن: 18%
#- الظهر :18%
# الرأس : 9%
# الجهاز التناسلي : 1 %. (أنظر الرسم)
نلفت الإنتباه هنا إلى ضرورة المكوث في المشفى لفريقين من المصابين:
1- الفريق الأول:- المصابون بحروق من الدرجة الثالثة في بقعة تزيد عن 2% من مساحة الجسم.
2- الفريق الثاني : المصابون بحروق من الدرجة الثانية في بقعة تزيد عن 20% من مساحة الجسم.
وذلك للأسباب التالية:
--> إن الجسم المحترق معرض لدخول البكتيريا ، الفيروسات ، أو الفطريات وغيرها من الميكروبات المرضية بسهولة كبيرة ، وذلك لانهيار خط الدفاع المناعي الأول للجسم (ألا وهو الجلد)، الأمر الذي سيؤدي إلى حدوث التهابات شديدة ، وقد تؤدي الى التلوث البكتيري للدم مما يهدد الحياة نفسها.
--> إن الجسم المحترق معرضٌ لفقدان كمية كبيرة من السوائل ، وتخثر بروتينات البلازما الدموية.الأمر الذي يؤدي إلى انهيار الخط الدفاعي الثاني للجسم.
وعند تضافر العاملين المذكورين أعلاه يصبح الجسم المحترق هدفاً سهلا للتلوث البكتيري وغيرها من الميكروبات وإفرازاتها ذات الطبيعة السامة. من هنا ندرك اهمية معرفة مساحة الحرق حسب نظرية التسعات المذكورة آنفا، إضافة لذلك فإن تقدير مساحة الجسم المحترق يساعد في تسهيل عمل الطاقم الطبي في المشفى ، حيث يحتاج كل مصاب تزيد نسبة الحرق لديه عن 20% إلى إعطاء محاليل وريدية لتعويض خسارة الجسم من السوائل ، ولتدعيم عمل الجهاز الدوراني عبر الحفاظ على ضغط الدم.
الإسعاف الأوليينبغي أن ينصب جهد المسعفين على ما يلي:
1- إخراج المصاب من جو الحريق وإطفاء جسده المحترق عبر لفه بملاءة نظيفة ، وإبعاده عن الأجسام المشتعلة ، وتمزيق ملابسه دون نزع الجزء الملتصق منها بالجسم بتأثير الحريق.
2- الحفاظ على حرارة الجسم : وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإنخفاض الحار في حرارة الجسم قد يؤدي إلى إصابة سائر اعضاء الجسم بالتلف ، ومن ثم ينبغي الحفاظ على جسد المصاب العاري بعد تمزيق ملابسه من خلال تغطيته ، وعدم استخدام كمادات باردة للمصابين بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة ، لمساحة تزيد عن 10 % من سطح الجسم.
3- حماية الجسم من العدوى والتلوث بالميكروبات المنتشرة في البيئة الخارجية ، وذلك عبر لفه بملاءة معقمة ، ومن ثم النقل للمشفى.
4- تسكين الألم الناجم عن حروق الدرجة الثانية بإعطاء مسكن للألم إن وجد ، تلاشيا لحدوث صدمة عصبية ناجمة عن الألم الشديد.
الحروق الناجمة عن الأحماض والقواعد (الكيماوية) :نلفت الإنتباه هنا -وباختصار- إلى أن الحروق الناجمة عن القواعد هي أكثر ضررا وذلك لعمق تأثيرها في الأنسجة الحيوية ، حيث تتغلغل بسرعة وعمق أكبر من ذلك لدى الأحماض.
يتلخص الإسعاف الأولي في غسل الجزء المحترق بالمواد الكيماوية بسرعة وسخاء بالمحاليل المعادلة، وبشكل متواصل ، ولمدة طويلة.
الحروق الناجمة عن الصعقة الكهربائية:تتميز بإحداث حروق في العضلات والأنسجة العميقة ( درجة ثالثة) وذلك لسرعة سريان التيار الكهربائي في الأنسجة ذات الجهد الأقل كالأعصاب ، والأوعية الدموية ، أما على سطح الجسم فتتم الحروق فقط في منطقة دخول التيار وخروجه ، وتؤدي تأثيراتها المتعددة كذلك إلى زيادة حموضة الدم الأمر الذي يؤدي إلى شح أو توقف التبول ، أو إلى التسبب في حدوث الإحتشاء البطيني القلبي (الجلطة) و اختلال في النبض وإيقاع انقباض عضلة القلب ، ناهيك عن الإلتهابات المزمنة في العضلات والعينين لمن تكتب له النجاة من الموت.
الإسعاف الأولي- عزل المصاب عن مصدر التيار الكهربائي بأداة عازلة.
- تهدئة المصاب ومعالجة الحروق إن وجدت
- النقل السريع للمشفى.
إجراءات وقائية- استخدام المنبه الحراري في المنازل وهو عبارة عن جهاز ليس بغالي السعر ، يرسل إشارات تنبيهية عند وجود الدخان في المنزل أو في المرافق العامة ، الأمر الذي من شأنه تنبيه السكان في حالة حدوث حريق أثناء النوم.
- الإحتفاظ بوسائل إطفاء الحريق.
- تنبيه الأطفال لخطورة اللعب بالمفاتيح الكهربائية والأسلاك وغيرها.
- تشغيل السخانات الكهربائية إلى درجة معينة.
- الإحتفاظ برقم مراكز الإطفاء وتنبيه الآخرين إليه في المنزل والعمل