الإنعاش
بقلم: د.عبدالرحمن أقرع
الإنعاش (reanimation ) مشتق ٌ من اللغة الإغريقية ، وهي كلمة ذات مقطعين
re- وتعني : إعادة، أو استرجاع
anima- وتعني الروح.
ومن ثم يصبح المعنى الحرفي للكلم إعادة الروح.
أما الإنعاش اصطلاحا : فنقصد به العمل على استرداد الوظائف الحيوية للجسم إثر فقدانها وتعطلها الناجم عن إصابة شديدة .
ونقصد بالوظائف الحيوية هنا في الغالب: التنفس ، والدورة الدموية. واللتان توفران عبر عملهما المستمر الأكسجين ، والعناصر الغذائية لكافة خلايا وأنسجة الجسم ، ثم تقوم بعد ذلك بنقل الفضلات وثاني أكسيد الكربون عبر سلسلة من العمليات البيوكيماوية المعقدة.
ومن الجدير بالإشارة إليه هنا أن الدماغ هو من أكثر الأعضاء حساسية لنقص أو فقدان الأكسجين ، حيث لا يقوى على احتمال نقص الأكسجين لأكثر من دقائقٍ خمس . تبدأ بعدها الخلايا الدماغية بالموت الخلوي necrosis ، ومن هنا تنبع أهمية استغلال الدقائق الثمينة لإنعاش المصاب .
*من الذي يحتاج للإنعاش :
يحتاج للإنعاش كل شخص مصاب بالموت السريري
** الموت السريري : نقصد به توقف الوظائف الحيوية للجسم عن العمل بتوقف القلب عن النبض وتوقف النفس ، وبقاء المظهر الوحيد للحياة في الجسم فقط على المستوى الخلوي عبر استمرار عمليات الأيض (تبادل المواد وتفاعلاتها البيوكيماوية) . الأمر الذي يعيق وصول الأكسجين ذي الأهمية الحيوية إلى سائر أعضاء وأنسجة الجسم مهددا الدماغ بالتلف.
*** أبجدية الإنعاش :
1- A-Airway-(المجاري التنفسية): بادئ ذي بدء ينبغي التأكد من خلو المجاري التنفسية مما يعيقها من أجسام غريبة أولا ثم القيام بما يسمى بالقبضة الثلاثية للحيلولة دون سقوط اللسان إلى الخلف ، وسد المجرى التنفسي ، ويتم ذلك بثني الرأس إلى الوراء ، وإنزال الفك السفلي إلى الأسفل كما هو موضح بالرسم .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
2-B-Breathing (التنفس) :
نظرا لانقطاع النفس نقوم بعملية التنفس بطريقتين:_
1- فم في فم : حيث نغلق فتحتي الأنف بإصبع اليد ، ونضع الشفاه على شفتي المصاب ، ثم نقوم بالنفخ في الوقت الذي تراقب فيه أعيننا حركة صدر المصاب كي نتأكد من دخول الهواء عبر حركة الصدر من جهة، وكي لا نبالغ في النفخ فتتمزق الرئتان من جهة أخرى.
2- فم في أنف: نغلق الفم جيدا بأيدينا ، ونطبق بشفاهنا على أنف المصاب ، ونقوم بالنفخ بالطريقة الموضحة أعلاه ، مع مراقبة صدر المصاب.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
3-C-Circulation : (الدورة الدموية)
للتأكد من أن الدورة الدموية ما تزال تعمل أم لا نقوم بجس نبض الشريان العنقي الموجود على جانبي العنق لدى المصابين الكبار ، والأطفال بعد العام الأول..أما الأطفال الذين لم يبلغوا عامهم الأول بعد فنقوم بجس الشريان الفخذي أو العضدي.
* في حال انعدام النبض نقوم بما يسمى بالمساج القلبي( أو الضغط الصدري ) حيث نضع رسغ إحدى ليدين فوق الرسغ الآخر ، ونقوم بالضغط على مسفة 5 سم فوق الثلث الأخير من عظمة القص حيث نضغط بعمق 2ز5-5 سم لدى الكبار والأطفال. أما الأطفال الرضع فنقوم بالضغط بابهام اليد فقط ، وعلى نفس الموضع.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
* تكون عملية المساج القلبي بوتيرة 80-100 مرة في الدقيقة ، أما إذا كان المصاب دون السنة الأولى من العمر فيحبذ أن نسارع الوتيرة لتزيد عن المئة.
تكون عملية المساج القلبي متزامنة مع التنفس الإصطناعي بنسبة 5: 1
وتشير بعض الأدبيات الطبية إلى الخطة التالية:
1- إذا كان المسعف وحيدا : مرتان تنفس اصطناعي : عشر مرات مساج قلبي ثم يتم التداول .
2- إذا كان المسعف برفقة مسعف آخر : مرة واحدة تنفس اصطناعي من قبل أحد المسعفين : خمس مرات مساج قلبي من قبل المسعف الثاني.
وينبغي أن تستمر عملية الإنعاش حتى عودة النفس والنبض ، وفي حال استمرار فقدان النفس تستمر العملية لمدة نصف ساعة.