خيراَ فعلت وزارة التربية والتعليم عندما أقرت موضوع المجالس البرلمانية الطلابية في المدارس الحكومية والخاصة وتحديد يوم لعملية الانتخابات الطلابية ضمن أنشطتها اللامنهجية بهدف تدريب الطلبة على ممارسة فعل الديمقراطية واختيار الشخص الأنسب للتمثيل وطرح قضايا الطلبة.
ومضت وزارة التربية في هذه الخطوة قدما إلى الأمام في العام الماضي عندما وضعت تعليمات خاصة بالمجالس تنفذ بإشراف الطاقم التربوي لكل مديرية تحت مسميات تعليمات المجالس البرلمانية الطلابية رقم 8 لسنة 2010 بمشاركة طلاب الصفوف الخامس الابتدائي فما فوق، لتشمل في توسعها طلبة الثاني الثانوي وتجرى على ثلاث مراحل على مستوى الصفوف للمدرسة وعلى مستوى المدرسة الواحدة ومن ثم على مستوى مدارس المديرية.
مدير الشؤون التعليمية والفنية في تربية لواء الرمثا منير الجداية أكد لـ»الرأي الشبابي» أهمية هذه البرلمانات في حياة الطلبة اذ انها تشكل لهم حالة ذهنية كبيرة تبقى حية في عمق ذاكرتهم وتبين لهم بشكل فعلي وتطبيقي على الواقع ما معنى نائب برلمان ولماذا يتم اختياره وصفاته ودوره في المجتمع.
وقال: شاهدت من خلال زيارتي لـ11 مدرسة الفرحة تتسم على وجوه الطلبة وهم ينتخبون ممثليهم في جو يتسم بكل معاني الديمقراطية والحرية التي تنمي الحس الصادق والوطني، آملاً أن تنعكس مستقبلاً على علاقاتهم بمجتمعهم لتعزيز مفاهيم وقيم سياسية متطورة لدى أفراد المجتمع.
وبين أن تربية الطلبة على هذا المبدأ تؤهلهم في حياتهم على ممارسة الديمقراطية بين أهلهم وأفراد أسرهم ومع أبنائهم، ما يجعلهم يستمعون للرأي الآخر ويدلون بآرائهم دون خوف ووجل ومحاباة.
حالة تثقيفية للطلبة
في ممارسة حقوقهم
فيما قال رئيس قسم التعليم العام في تربية الرمثا الدكتور احمد ذيابات ان البرلمانات الطلابية تعرف الفتيان والشباب من الفئات العمرية 11-14 و14-18 ما قبل ممارسة حق الانتخاب في الدستور الأردني، ماهية الانتخابات والترشح للبرلمانات والصفات اللازم توافرها لدى المرشحين من حيث الاتصاف بالأمانة وصدق القول والفعل والفوز بمحبة واحترام الآخرين إضافة إلى الاهتمام بالعمل التطوعي والسعي لرفعة الوطن والمجتمع، كل ذلك يرسخ لهم، بشكل عملي، أهمية المشاركة بالانتخابات لفرز الإنسان الاكفأ من بين الآخرين.
التأسيس لشباب مثقف وواع
وعبرت مديرة مدرسة بنات الرمثا الثانوية تركية بشابشة عن سعادتها بهذا اليوم الذي يؤسس لشباب مثقف واع يحمل هموم بلده ويندمج بمجتمعه ويكون لبنات بناءة ومعطاءة مستقبلا.
واضافت ان عضوات البرلمان تنتظرهن نشاطات التفاعل والاطلاع على مشكلات الطالبات وقضاياهن في المدرسة. فهن يستطعن نقل هموم الطالبات ومعوقات الدراسة والتحصيل العلمي الجيد لإدارة المدرسة ولمديرية التربية لتحقيق البيئة التعليمية الاكفأ للطالب والمدرسة ومديرية التربية.
وأشارت بشابشة إلى أن فكرة البرلمانات تطبق في جو قابل للتطوير المستمر والمستجدات لصالح العملية التعليمية، مستذكرة على سبيل المثال موضوع حجب الثقة الذي لم يكن معمول به سابقا، فتؤكد «اننا الآن نعلّم الطالبات امكانية المشاركة بالانتخبات وحرية حجب الثقة وعدم اختيار احد، فالأمر متروك لحرية الاختيار وإبداء الرأي».
دور المؤسسات التربوية
في خلق حالة وعي عام عند الطلبة
وأكدت عضوات هيئة الإشراف على انتخابات مدرسة بنات الرمثا المعلمات ديانا حداد ومنال ابو عاقولة وعبير ابو النصر ومرام العنزي دور المؤسسات التربوية في إنشاء أجيال شبابية متطورة ومتفهمة لمسألة البرلمانات الممثلة للهيئات العامة من طلبة صفوف المدارس.
وأعربت عيدة الهربيد -مديرة مدرسة حكومية متقاعدة- عن ارتياحها لما حققته وزارة التربية والتعليم من برامج لامنهجية، داعمة لمسيرة التربية والتعليم ومساندة لنهج الديمقراطية الذي ولجته المملكة وبدأت بتهيئة طلبة المدارس لممارسة دورهم وحقوقهم بالانتخابات البرلمانية واندماجهم بمجتمعاتهم.
وعبرت الطالبات نرمين بشابشة وتولين الطريني وشام الزعبي وسجى المصري وآلاء الزعبي عن سعادتهن بممارسة حقوقهن والتعرف على العملية الانتخابية من حيث الانتخاب والترشح والفرز والتمثيل للهيئة العامة والإعداد للدعاية الانتخابية، مؤكدات أنهن لن يغضبن في حالة عدم الفوز وأنهن يتمتعن بدرجة عالة من روح الصبر والمثابرة والجدية إلى جانب اختيارهن للزميلات الناشطات والجادات والقادرات على تمثيلهن وإيصال مطالبهن وتطلعاتهن للإدارة المسؤولة.