الدستور – جلنار الراميني
تعاني نداء قاسم من ابنها عنان البالغ من العمر6 سنوات قي اليوم الأول من بدء العام الدراسي فقد ذهبت معه إلى صفه حيث كان يبكي طوال دخوله المدرسة غير مكترث لأترابه الذين كانوا ينظرون إليه.
حال فادية عودة كحال انعام فالطفل الذي اعتاد على اللعب في المنزل بلعبه الخاصة أو مع أصدقائه في الملعب لا يرغب في أجواء جدية كالدراسة ،مؤكدة أن اخوته كانوا يعانون من ذات المشكلة حيث صعوبة التأقلم في المدرسة .
اجواء
وبينت شادية حماد أن ابنتها راما لا تحب الذهاب إلى المدرسة بالرغم من تهيئتها للأجواء المدرسية واصطحاب معها السكاكر التي ترغب بها وتشتري لها ما تريد إلا انها اعتادت على أجواء اللعب في المنزل ،مضيفة أن طفلتها لا ترغب في التعلم وقد ذهبت الى المدرسة في اليوم الأول باكيه بطريقة مبالغة فيه .
وأشارت عواطف جسار أن الطفل بحاجة إلى مراعاة لنفسيته وتهيئة الأجواء المناسبة له دون تقييده بالأجواء الجدية التي تربكه وتجعله لا يرغب بالدراسة أو التعلم ما يجعله يحبذ المكوث في البيت دون الذهاب إلى المدرسة .
ونوهت أم حكم شخشير أن ابنها فؤاد قضى يومه الأول في المدرسة بالبكاء المتواصل والهروب من الغرفة الصفية مرارا وتكرارا دون علم المعلمة ما جعل المعلمة تكلمها في المنزل لتأتي وتهدئ فؤاد.
وتشدد نهى باكير على ضرورة وجود تفهم لطبيعة الطفل البريئة حيث يأخذ اللعب واللهو نصيب الأسد من تفكيره ولا بد من دمج اللعب بالدراسة كما فعلت مع ابنها ريان عندما كان في الصف الأول الابتدائي إلى أن تكيف مع المدرسة وهذا لم يأخذ الوقت الكثير من الأسرة لتعويد ابنهم على الدراسة ولكن باسلوب ممتع .
رأي علم النفس
يشير فارس عبد الصمد أخصائي علم النفس ماجستير علاقات تربوية إلى ضرورة فتح حوار مع الأطفال عن السبب الذي يدعوهم لكره المدرسة، والذي ربما يكون سببا تافها جدا تستطيع الأم معالجته، وخلال هذا الحوار تشعره الأم بأنها متعاطفة معه، وتحاول إخراج كل المشاعر غير المحببة تجاه المدرسة، وتتقن السمع لهم وإشعارهم بأنها تسمعهم ولا ترد في الحال.
ونوه عبد الصمد الى ضرورة محاولة تجنب الأشياء التي قد تكون السبب في كرههم المدرسة، مثل عدم أخذهم كفايتهم من النوم فتقوم الأم بالاهتمام بعدد ساعات النوم حتى يستيقظوا مستعدين للمدرسة، اختيار الوقت المناسب للجلوس والمذاكرة فلا تأخذهم من اللعب مثلا.
مؤكدا على أهمية خلق علاقة مع المدرسين، ولفت انتباه المدرسين لما يحبب الأطفال في المدرسة، ويجب المحافظة على هذه العلاقة طوال العام، وعدم اتهام المدرس أبدا لأنه قد يكون السبب في كره الطفل للمدرسة.
اقبال
وأشار في معرض حديثه إلى اختلاف الأطفال في إقبالهم على تحصيل الدروس والجلوس لفترات طويلة للمذاكرة، وما على الأهل إلا اتباع سياسة الفعل، والنتيجة بمعنى يجب أن يكتشف الطفل بنفسه أنه عند اهتمامه بدروسه عموما بأي طريقة يفضلها فنتيجته النجاح واحترام أبويه له وتقديرا لقدراته، وقد يكون تلبية رغباته وعكس ذلك تكون نتيجته عكسية.
وقال «ما يحدث عادة أنه لا ينتظر الآباء أن يتعلم الأبناء من نتيجة أفعالهم فيتدخلون بالمساعدة، وقد يكون لحمل المسئولية عنه وتأنيبه في نفس الوقت مما يفقده الإحساس بتحمل المسؤولية وتقليل تقديرهم لأنفسهم».
وعرج على ضرورة توفير الاجواء المناسبة للطفل ليكون ذلك دافعا له كهدوء المكان.
والضوء المناسب حيث لا يكون خافتا ولا يكون شديد الإضاءة وتوفير الجو المناسب من حيث الحرارة والبرودة.
إضافة إلى وجود مكتب أو ما شابه ذلك ومكان محدد لوضع الكتب.
مشددا على أهمية التشجيع المستمر من الأسرة خصوصا إذا أدى الطفل عملا متميزا وتدعيم الطفل دائما وعدم إشعاره أبدا بأنه فاشل أو ممكن أن يفشل.