<BLOCKQUOTE class="postcontent restore">الهرمون، وسبب ارتفاعه، وأعراض ذلك ونتائجه، و"فلسطين" بدورها أعدت التفاصيل ضمن سياق الحوار التالي مع مدير مستشفى التحرير واختصاصي النساء والولادة خالد صيام:
يؤخر الحمل..
هرمون الحليب أو "البرولاكتين" هو هرمون تفرزه غدة صغيرة في الدماغ تسمى الغدة النخامية، ويوجد بمستويات معينة في الدم يتراوح معدلها الطبيعي ما بين 3 إلى 30 نانو جرام/ ميللتر، يستمر لمدة تتراوح ما بين 50-60 دقيقة (مع ملاحظة أن نسبة هذا الهرمون متغيرة). ويزيد في العادة إفراز الغدة النخامية لهذا الهرمون بشكل طبيعي في حالات الحمل والولادة تحضيراً لإنتاج الحليب.
وخلال فترتي الحمل والولادة – تبعا للدكتور صيام- فارتفاع هرمون الحليب يمنع التبويض، وهذا أمر طبيعي كي يعطي المرأة فرصة للراحة والاهتمام بمولودها، "وهو بدوره يُفشل عمل الهرمونين الآخرين اللذين تفرزهما الغدة النخامية المسئولين عن التبويض "fsh,lh" فلا يحدث التبويض".
ومن العوامل التي تساعد على ارتفاع "البرولاكتين"، بعض الأسباب الفسيولوجية: كالنوم، والاضطراب النفسي أو القلق، وهرمونات الحمل (الإستروجين والبروجيسترون)، فضلاً عن الرضاعة، وهناك كذلك أسبابٌ مرضية منها: اضطرابات الغدة النخامية أو أورام الغدة النخامية أو زيادة إفرازات الغدة أو نقصانها.
إن زيادة أو نقص هرمون البرولاكتين عن المعدل الطبيعي يسبب اضطرابات في الطمث وبالتالي اضطرابات في التبويض، حيث يؤدي إلى نقص هرمون البروجيستيرون. كذلك يؤثر تأثيراً مباشراً على إخصاب المريضة التي تعاني من مشاكل عدة مثل: انقطاع الدورة الشهرية أو نقصانها أو نزيف مهبليّ غير وظيفي.
ويعالج ارتفاع هرمون الحليب ببعض العقاقير مثل (البروموكربتين) الذي يؤخذ على شكل أقراص بالفم ثلاث مرات يومياً (طبعاً بعد استشارة الطبيب)، أو بأدوية أخرى تعمل على التقليل من إفراز الهرمون كما تفيد أيضا في تقليص حجم الورم في الغدة النخامية.. وقد يحتاج المريض إلى تناولها لسنوات.
يعقب د.صيام:"أحياناً تأتينا حالات تعاني من تأخر الحمل، وبعد الفحص يثبت ارتفاع هرمون الحليب بشكل كبير، وحينها نقوم بتصوير الغدة النخامية، وعلى الأغلب تكون متورمة، فإن ثبت أن الورم غير حميد، نضطر لإجراء جراحة دقيقة لاستئصال الغدة الموجودة أسفل المخ".
قد يحتاج إلى سنوات..
ولفت د.صيام إلى أن وجود الحليب في غير أوقات الرضاعة لا يعني دائما ارتفاعاً في هرمون الحليب، بل يكون سبب ذلك أمور فسيولوجية أخرى، كتدليك الثدي والمداعبات الزوجية، مشيراً إلى أن ارتفاع الهرمون ليس له أي مضاعفات تُذكر على الجسم بل يؤثر فقط على التبويض والحمل، فيسبب عناءً نفسياً للمرأة التي تنتظر الحمل بفارغ الصبر.
يعلق :"وقد تأتي امرأة غابت عنها الدورة عدة أشهر معتقدة أنها حامل، لتصاب بالصدمة بعد أن تكتشف أنها ليست كذلك، وأن ما يحدث معها هو مجرد ارتفاع في نسبة البرولاكتين".
وشدد على أن علاج ارتفاع الهرمون يحتاج إلى صبر "لأنه قد يحتاج إلى سنوات"، نافياً وجود أي آثار سلبية على المرأة في حال وصلت نسبته إلى قيم منخفضة.
وتابع :"الطبيب يلجأ إلى فحص قيمة هرمون الحليب عندما يجد أن الدورة الشهرية عند المرأة غير منتظمة، أو للاطمئنان على حالة المرأة الإنجابية"، مؤكداً أن الحالات التي تعاني من ارتفاع هرمون الحليب لا تجدي معها عمليات الزراعة لغرض الإنجاب، "بل يجب خفض معدل الهرمون أولاً".
وللعلم عزيزي القارئ، فإن هرمون الحليب موجود عند الرجل والمرأة على حد سواء، ولكن ضمن نسب معينة، وارتفاع نسبة هذا الهرمون لدى الرجال يمنع الغدة النخامية من إنتاج الخصيتين للحيوانات المنوية، وقد يكون السبب إصابة الغدة النخامية بورم أو تأثر الغدة النخامية بدواء معين. </BLOCKQUOTE>