كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
فما كان إلا مال من قل ماله
وذخرا لمن أمسى وليس له ذخر
فتى كلما فاضت عيــــون قبيلة
دماً ضحكت عنه الأحـــاديث والذكر
فتى مات بين الضرب والطعن ميتة
تقوم مقام النصر إن فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه
من الضرب واعتلت عليه القنا السمر
وقد كان فوتُ الموت سهلً فردَّه
إليه الحفاظ المرُّ والخلـق الوعْرُ
ونفسٌ تعـافُ العـارَ حتى كأنَّـه
هو الكفر يوم الرَّوع أو دونه كفرُ
فأثبت في مستنقع الموت رجله
وقال لها من تحت أخمصك الحشر
غدا غدوة والحمد نسج رداءه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر
تردى ثياب الموت حمراً فما دجا
لها الليل إلا وهي من سندس خضـــر
كـأن بني نبهـان يـوم وفاتـه
نجومُ سمـاءٍ خـرَّ من بينهـا البدرُ
مضى طاهرَ الأثواب لم تبْقَ روضةٌ
غداةَ ثـوى إلا اشتهتْ أنهـا قبرُ
عليـه سـلامُ الله وقْفـاً فإنـني
رأيتُ الكريمَ الحـرَّ ليس لـه عمْرُ