إيفرتون يسقط السيتي ويمنح قطبي مانشستر صدارة مشتركة للبريمير ليج

حقق إيفرتون فوزاً غالياً على مانشستر سيتي 1-0 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب جوديسون بارك ، معقل إيفرتون ضمن مباريات الجولة 23 للبريمير ليج وبذلك منح أصحاب الأرض هدية لقطب مانشستر الاَخر يونايتد ويمنحه صدارة مشتركة مع سيتي للدوري الإنجليزي حيث توقف رصيد السيتزنز عند 54 نقطة وهو نفس رصيد المانيو الذي فاز في نفس التوقيت على ستوك سيتي 2-0 بينما رفع إيفرتون رصيده ل29 نقطة وتقدم للمركز ال 12 في ترتيب قائمة الدوري.

جاءت المباراة قوية من الفريقين ولعب السيتي بالزي البديل الذي يشبه زي ميلان الإيطالي وتألق دفاع ايفرتون أمام مهارات نجوم السيتي وأحرز جيبسون هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 60


روبيرتو مانشيني المدير الفني لسيتي أدرك قبل البداية بإنه يدافع عن اللقب الوحيد المتاح لفريقه هذا الموسم ، بعد خروجه من الأدوار الأولى في جميع البطولات التي شارك فيها مثل ، دوري أبطال أوروبا ، وكأس الإتحاد الإنجليزي ، وكأس رابطة المحترفين ، ولم يتبق أمام السيتزنز سوى البريمير ليج الذي يتصدره ، فلعب مانشيني بطريقته المعتادة4-2-3-1 معتمداً على تقدم دزيكو ، ومن خلفه الثلاثي المؤثر أجويرو هداف الفريق برصيد 14 هدفا ، وبجواره المهاريان سمير نصري ودافيد سيلفا ، ليصبح الفريق مهاجما في المنطقة الأمامية بأربعة لاعبين ، إلى جانب المندفعين من الخلف للأمام والمتقدمين في الكرات الثابتة .

في المقابل لم يكن ديفيد مويس المدير الفني لإيفرتون مستسلماً لطموح الفريق الضيف المتصدر للبطولة ، بل أدى المباراة بذكاء من خلال الزيادة العددية في منتصف الملعب ، حيث دفع بخمسة لاعبين في منطقة المنتصف ، ولعب بطريقة 4-4-1-1 معتمداً على تقدم دينيس ستراكوالورسي بمفرده في المنطقة الأمامية ، ومن خلفه تيم كاهيل ، ثم رباعي الوسط دونوفان ، ودرينثي ، ومروان فلايني ، ودارون جيبسون وبذلك يهاجم الماكر الأسكتلندي مويس بستة لاعبين معتمدا على الزيادة السريعة بالهجمات المرتدة ، بينما يدافع بثمانية لمواجهة مهارات لاعبي السيتي.

إنطلاقة البداية أوحت للمتابعين برغبة الضيوف في حسم اللقاء مبكراً ، من خلال تناقل الكرة السريعة بين اللاعبين مستغلين مهارة ديفيد سيلفا ، وسمير نصري في الإستلام والتسليم لدزيكو وأجويرو .. وفي الوقت الذي إعتقد فيه الجميع بأن السيتزنز قريب من تحقيق مراده ، وأن دفاع أصحاب الأرض سيعاني كثيرا خلال اللقاء ، إتضحت إستراتيجية مدرب إيفرتون لخطف نقاط المباراة ، حيث إعتمد على الهجمات المرتدة السريعة من خلال دونوفان ، وكاهيل اللذان أرسلا الكرات العرضية لدينيس الذي يجيد التعامل .

ولم تمر سوى 5 دقائق حتى أعلن إيفرتون عن هجومه عندما لعب لايتون بينس ركنية من الجهة اليمنى ، قابلها دينيس برأسه لتمر من حارس سيتي جو هارت ، وتتهادى في طريقها للمرمى ، ولكن ليسكوت مدافع المان يخرج الكرة بصدره من على خط المرمى ، وسط مطالبة لاعبي إيفرتون بإحتسابها هدفا إلا أنها لم تمر بكامل هيئتها داخل المرمى .. الهجمة الخطيرة كانت بمثابة جرس إنذار تحذيري لأبناء مانشيني فإندفعوا للهجوم ، فلم تمر سوى دقيقة واحدة ، ولعب ديفيد سيلفا تمريرة بينية إنفرد على أثرها المدافع المتقدم ميكا ريتشاردز ، وسددها بيمينه ولكن حارس إيفرتون تيم هاوارد حولها لركنية بصعوبة .

تبادل السيطرة بين الفريقين كان عنوان الشوط الأول ففريق مانشستر سيتي إستغل البداية ، وسيطر على النصف الأول من الشوط نظرا للتحركات السريعة للاعبي الوسط ، والتمريرات السريعة التي تعامل معها دفاع إيفرتون ببطئ ، كاد يكلفهم الكثير لولا رعونة دزيكو وأجويرو في إنهاء الهجمات .. ولكن الحال لم يستمر طويلا فأصحاب الأرض نفذوا تعليمات مدربهم ، وسيطروا لمدة 15 دقيقة على منتصف الملعب ، وشكلت عرضياتهم خطورة واضحة وشهدت الدقيقتين 35 والسادسة والثلاثين أخطر فرصتين في اللقاء ، ففي الأولى مرر دينيس مهاجم إيفرتون كرة برأسه لفلايني داخل منطقة الجزاء ، ولكنه سددها بيمينه بجوار القائم الأيمن للحارس جو هارت ، والثانية شهدت تسديدة من خارج المنطقة لسمير نصري لاعب المان إرتطمت بإلتقاء القائم والعارضة .

وسط سخونة اللقاء وتحديدا في الدقيقة 40 نزل أحد مشجعي إيفرتون إلى أرض الملعب ووضع الكلابشات في يديه حول عارضة مرمى سيتي ، وتوقف اللعب لأكثر من 5 دقائق قبل إستئناف اللعب الذي مر سريعا ، ليطلق الحكم صافرة نهاية الشوط.

الثعلب الإيطالي مانشيني لم يستسلم للزيادة العددية لإيفرتون في منطقة المنتصف فأعطى تعليماته مع بداية الشوط الثاني لجاريث باري وجيمس ميلنر لاعبا الوسط بالضغط على لاعبي وسط إيفرتون قبل إمتلاكهم للكرة وبالفعل تمكن لاعبو سيتي من السيطرة على منتصف الملعب وأصبحت الهجمات أخطر مما جعل لاعبو إيفرتون يتقهقرون للمناطق الدفاعية .. في المقابل إستمرت إستراتيجية مويس مدرب أصحاب الأرض في الإعتماد على المرتدات السريعة مستغلا سرعة لاعبيه.

المدربان نجحا في إستراتيجيتهما فخلال ال 15 دقيقة الأولى سيطر لاعبو السيتزنز على منطقة الوسط وأحدثوا الكثافة الهجومية المطلوبة ولكن لاعبي إيفرتون قابلوا ذلك بإستبسال وصبر في إنتظار اللحظة المناسبة لتنفيذ هجمة مرتدة متقنة ينفذون بها تكتيك مدربهم وهو ما تحقق في الدقيقة 60 عندما إنطلق درينثي من منتصف الملعب ولعبها لدونوفان الذي أراحها لجيبسون القادم من الخلف فسددها مباشرة بقدمه اليمنى في الزاوية اليسرى لمرمى جو هارت حارس السيتي الذي إكتفى بمشاهدتها وهي تعانق الشباك .

لم يجد مانشيني حلا سوى إجراء تغيير في منتصف الملعب حيث دفع باَدم جونسون بدلا من ميلنر ليزيد الضغط الهجومي ولكن إستبسال رباعي الدفاع نيفل وهيبرت وهايتينجا وبينس منحوا الثقة لجمهور إيفرتون وضاعت جميع محاولات نصري ودزيكو وأجويرو في منع الخسارة الثالثة للسيتي هذا الموسم في البريمير ليج فكانت الفرص المهدرة عنوانا للوقت المتبقي من اللقاء وعجز مانشيني ولاعبيه عن إيجاد حلول قبل صافرة النهاية.