[color=darkred]تجلس على المقعد وحيداً تنتظر أحدهم عله يأتي إليك بخبر مفرح أو مفيد أو حتى مجرد خبر، هناك من ينقل الأخبار وهناك من يستقبلها أيهما أهم نقل الخبر أو استقباله وهل هناك أهمية كبيرة لأي منهما وتقتضي منا التفكيرالمستفيض
قالت لي إحداهن مرة أنها من نظرة واحدة استطاعت اكتشاف جوهري فابتسمت لما قالت وسألت نفسي مالذي يجعلنا نثق بأحدهم ولا نثق بالآخر هل هو الإحساس أم هناك شيء آخر وما الذي يجعلنا نكشف عن مكنونات أنفسنا ونصرح عن ما نشعر به وإن صرحنا هل نحن صريحون كفاية لأن ننقل للطرف الآخر الصورة المثلى لما نفكر به وما نشعر به
المحبط والسعيد والمفكر والسارح كلهم في نفس الغرفة ، كل على حدا ينتظر ما ينتظر ولا نعرف ما ينتظر أياً منا حتى يحين الوقت
الوقت كلمة بسيطة ذات مدلول واسع وكبير، تتحكم فينا وبحياتنا بشكل شرس ، كم ضيعنا من الوقت وكم ننتظر نحن هكذا لا نتعلم، مع كل ما يحدث معنا إلا أننا نثق بهذا الوقت ، يا لنا من سذج بالفعل نحاول أن نرتقي لكننا مع هذا وذاك نفضل المكوث في أماكننا لمجرد أنها موجودة
دع الأيام تفعل ما تشاء والزمان كفيل بتصحيح مسار الأمور ، جمل اعتدنا سماعها لكن لماذا نكررها ونصغي لها ونؤمن بها لدرجة كبيرة ما هي أسبابنا ، هل هي أسباب دفينة أم واضحة أو لعلها مجرد كلمات نسكت فيها أنفسنا ونكذب بها على أرواحنا بأن غدا سيكون أفضل من اليوم
أستغرب من أمور كثيرة في حياتنا لا يعالجها المنطق وبناءً عليه لا يتقبلها عقلي الواعي وكأن الموازين اختلت أو أن النسب اختلفت لماذا وكيف ولماذا لا أعرف . كثيراً ما أعتب على أفلاطون الذي قرر في يوم من الأيام أن يوجد المدينة الفاضلة وأقول في نفسي هل صابه مس ما أو كان على درجة عالية من التفاؤل أو كانت بداية غير موفقة في تهذيب البشر، حسناً يا أفلاطون مع أنني كنت سأتشرف بلقاءك إلا أن لي وجهة نظر قد لا تكون سديدة لكنها لن تفسد للود قضية إننا كبشر لا أعتقد أننا في مواطن كثيرة على درجة عالية من المثالية ومن يدعي عكس ذلك فهو كاذب أو لا يحتمل الصدق لأننا كمن ينظر إلى مملكة القيصر ويحلم بمملكة الله ، ندعي الصدق والعدل والأمانة وغيرها من المثاليات ونفعل العكس راغبين أو مجبورين فالأمر سيان
أتذكر أنني في إحدى السنوات كتبت مسرحية كان عنوانها المدينة الفاضلة استغرقت الكثير في كتابتها وانتهيت منها بمعجزة ، لماذا ؟ حسناً أعتقد لأنني كنت متخبطة في الأفكار وراغبة في طرح الأمور الكثيرة في قالب صغير لا أدري إن وفقت أو لا لكنني أحببتها وكانت من أقرب ما كتبت إلى نفسي ، من قرأها من أصدقائي أو المقربين لم يدركوا ما أعني أو ما هدفي من كل كتبت والآخر لم تعجبه أو علل ذلك بأنها كالمتاهة ، لا أريد الإدعاء بأنني كأحد الكتاب الذي قال عن نفسه لا يهمني إن فهمت أو لم تفهم فأنا أكتب لنفسي فأنا مع احترامي لما يرمي إليه الكاتب إلا أننا حين نضع أمام القارئ نص معين وكأننا أعطيناه إيعازاً بتفسيره كما يحلو له وأنا معجبة بهذه الثقة التي يوليها الكاتب لنفسه ، ومع هذا كله أنا أعتبر نفسي هاوية من الطراز الأول أكتب ما أشعر به لا غير وأعبر عما في داخلي بطريقة فكل بالنهاية له طريقته التي يرتاح بها
قد يعتبرني البعض كثيرة الكلام أو كمن يهرف بما لا يعرف أو لعلي أقول كلاماً لا يهم أحد فأنا بالنهاية ما يهمني هو نفسي ولكل منا فلسفته ومنطقه التي يعيش بهما وإن كان البعض يفسر الفلسفة بأن مجرد صف من الكلام غير متطابق لأنني بالفعل سأشعر بالأسى عمن يفكر بتلك الطريقة
لا أعتقد أن كثيراً ممن سيقرأ كلماتي سيفهم ما أقصده أو ما أريد إيصاله فالمشكلة لم تعد بالمرسل أو المستقبل وإنما هي مجرد رسالة في أنبوبة رميت في قاع محيط فهناك من يقرأها وهناك من يعجبه منظرها وهناك من يعيد لفها ويلقيها لتعد من حيث أتت